خلتْ ديار الهوى والحبُ مفقود |
|
| عودوا إلى الدارِ يا غُيَّابنا عودوا |
مرّتْ ليالي الصبا كالريح مسرعةً |
|
| مضتْ وطيفُ الصبا بالعين موجود |
في كل مفترقٍ من نشرهِ عبقٌ |
|
| وفي المشارفِ من نجواه تغريد |
لن تقفرَ الدار من إشراق بسمته |
|
| فالقلبُ مستأنس للنور مشدود |
يا ريِّقَ العمرِ كم دنياكَ زاهيةٌ |
|
| غطَّتْ نضارتها أيامنا السود |
لو يدركُ الدهرُ ما صغناه من ألقٍ؟ |
|
| لما شكا من غرورِ الدهرِ مفؤود |
ونستجير فلا الذكرى بِنَافِعَةٍ |
|
| ولا الهروبُ من الأيام محمود |
يسومنا بالعذاب المرّ يجرحنا |
|
| والقلبُ من لوعة الهجرانِ مَعمودُ |
تنامُ أعيننا شوقاً إلى حلمٍ |
|
| وقد تُفيقُ وبابُ الحلم موصودُ |
نشكو حياةً على الأوجاعِ قائمةً |
|
| ونَستَغِيثُ فقلبُ الدهرِ جلمودُ |
يا ريِّق العمر هاتِ الكأسَ مُتّرعةً |
|
| ضجَّ الندامى، وتاه الفتيةُ الصيدُ |
تطاولَ الليل وامتدتْ ذوائِبهُ |
|
| ورابنا في الهوى هَمٌّ وتسهيدُ |
|
|
نهيمُ شوقاً إلى الذكرى فيؤلمنا |
|
| من ذكريات الأسى والعشق ترديدُ |
هذي البقايا من اللذاتِ ما غَرُبَتْ |
|
| فكلُّ يوم لنا من صَفْوِهَا عيد |
فلمْ تعدْ فاتناتُ الحيِّ تسكرنا |
|
| ولا الطِلى صَبَّها في الكأس عنقود |
ما عاش قَلْبٌ بلا جَمرٍ يحرِقُهُ |
|
| فاسقِ العطاشِ نَدَى كَيْ يزهرَ العود |
تنبّهت في دمي النشوى وأرّقني |
|
| خيطٌ من الذكرياتِ الخضرِ ممدود |
أين الشبابُ؟ وقد شالتْ رواحلهُ |
|
| فهَل يرُّد شباب العُمْرِ تنهيدُ؟ |
إنّا كبُرْنَا وماضي العُمرِ يأسرنا |
|
| وما لعمر الفتى في الكونِ تخليدُ |
يا حبُ هَب لي جناحاً أستظلُ به |
|
| فكمْ غفوتُ وصحتني الأغاريد؟ |
غيدٌ ترش عطور الدفء حانيةً |
|
| فيعشقُ القلبُ ما جادتْ به الغيدُ |
وكم يُتَيِّمُهُ شَوْقٌ لمَن نَزَحوا؟ |
|
| كأنهُ في جحيم الهجرِ مرصودُ< |
فينتشي مُتْعَباً يشكو توجُّعَهُ |
|
| وطيفهُ في رمادِ الجمرِ موؤد |
يا ريِّقَ العمرِ هل يرتاح مُغْتَرِبٌ؟ |
|
| أو عاشِقٌ في لهيب النار ملحود؟ |
أيُنكرُ الدهرُ أنّا نحنُ كرمتُهُ؟ |
|
| منا تجَلَّى السنا والعطرُ والجود |
|
|
|
|
نَحنُ الذينَ حَفِظنَا الحبَ فاتحةً |
|
| وفي سمانا لواءُ الحبِ معقودُ |
لولا التعَلُّل في الدنيا وزينتها؟ |
|
| لما تغنّى بشعرِ الحبِ غِرِّيدُ |